بيعة العقبة

بيعة العقبة الاْلى لما اْراد الله تعالى اظهار دينه , واعزاز نبيه , وانجاز موعده له , خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه الاْنصار(الاْوس والخزرج ) فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم , فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج اْراد الله بهم خيرا فقال لهم : من اْنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج . قال: اْفلا تجلسون اْكلمكم قالوا : بلى . فجلسوا معه , فدعاهم الى الله وعرض عليهم الاسلام , وتلا عليهم القران

وكان من صنع الله اْن الياهود كانوا معهم في بلادهم وكانوا اْهل الكتاب , وكان الاْوس والخزرج اْكثر منهم فكانوا اذا كان بينهم شيئ قال اليهود : ان نبينا سيبعث فقد اْظل زمانه , نتبعه فنقتلكم معه.. فلماكلم الرسول صلى الله عليه وسلم الاْنصار عرفوا النعت, فقال بعضهم لبعض : لا تسبقنا اليهود اليه فاْجابوه الى ما دعاهم اليه , وصدقوه وقبلوا منه عرض عليهم من الاسلام , فاْسلم منهم ستة نفر . فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : تمنعون ظهري حتى اْبلغ رسالة ربي . فقالوا : يا رسول الله : لقد اقتتلنا وحدث بيننا انقسام , فان تقدم ونحن كذلك , لا يكون لنا عليك اجتماع , فدعنا حتى نرجع الى عشائرنا لعل الله يصلح ذات بيننا, وندعوهم الى ما دعوتنا , فعسى الله اْن يجمعهم... وموعدك الموسم في العام القابل . وانصرفوا وتحدثوا بخبر هذا اللقاء , ولم تبق دار من دور الاْنصار الاوفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم

لما كان العام المقبل لقي الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام اثني عشر رجلا عند العقبة فيهم خمسة من الستة المذكورين , وسبعة اخرون .. فاْسلمو وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك الشرك بالله والسرقة والزنا وقتل الاْولاد واْن لاياْتوا ببهتان ولا يعصوه في معروف كما بايعوه على السمع والطاعة في العسر واليسر , واْن لا ينازعوا الاْمر اْهله , وان يقولوا الحق حيث كانوا , ولا يخافوا في الله لومه لائم . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : فان وفيتم فلكم الجنة , ومن غشي من ذلك شيئا كان اْمره الى الله ان شاء عذبه , وان شاء فعا عنه ... ثم انصرفوا الى المدينة , فاْظهر الله الاسلام

وبعث اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمريعلمهم اْمور الدين فاْسلم على يده خلق كثير من الاْنصار

وفي العقبة الثالثة من العام المقبل , قدم الاْنصار سبعون رجلا وامراْتان ,فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على اْن يحموه كما يحمون نساءهم واْبناءهم وبايعوه على الحرب...